الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله اعلن امس بدء التحقيق فى اسباب انسحاب رئاسة الفرقة الاولى من مدينة مدني ، لاحقا تمت اقالة اللواء احمد الطيب قائد الفرقة، بعد انسحابه الى سنار وتسليمه مدني للجنجويد ( تسليم مفتاح) وتمكينهم من دخول المدينة دون ان يخسروا ( طلقة واحدة).
الحقائق الموجعة والصدمة التى لازمت دخول المتمردين الى مدني الحبيبة وما سبق ذلك من انسحابات لقادة الجيش من بعض المواقع التى سيطرت عليها المليشيا المارقة تطرح سؤالا مهما حول المعايير التى يتم عبرها اختيار قادة المناطق العسكرية ودور العمل الاستخباري فى تحديد الشخص المناسب لكل موقع. الاستفسارات البدبهية تسال عن اسباب عدم الدفع بالثقاة من القادة المخلصين الي رئاسة مواقع الجيش.
وعن سر استمرار متوالية الانسحابات التى تحدث بواسطة عدد من القادة العسكريين؟!..
مدينة مثل مدني كانت تستحق (جنرال مالي قاشو) من الفرز الوطني الاول ، هي (صرة السودان) و( مسمار النص) الذى يربط سبع ولايات ويجعل الطريق سالكا لاحتلال مدن مهمة فى خارطة السودان، علاوة على كونها المدينة الثانية من حيث الكثافة السكانية، والنشاط الاقتصادي بعد الخرطوم، وهي البقعة التى احتضنت نازحي العاصمة كما انها تضم مشروع الجزيرة سلة غذاء السودان) التى تطعمه من جوع فلماذا فشلنا فى تامينها من الخوف..
استراتيجية مدني الاقتصادية واهميتها الامنية ورمزيتها السياسية والاجتماعية وقيمتها الوجدانية لاهل السودان كانت تستدعي ان يتم اختيار قيادتها العسكرية بعناية فائقة، وان تدفع لها القوات المسلحة بالثقاة من ضباط الجيش المخلصين، لا ( المرخرخين) اصحاب العزائم الخائرة والولاءات المزدوجة والضمائر الرخيصة، سقوط مدني سيكلف الوطن فاتوىة سياسية وامنية واقتصادية باهظة ومن شانها تعقيد الموقف العسكري للجيش واطالة امد الحرب وانفتاحها على مدن ومواقع جديدة لم تكن فى الحسبان، لذا فقد فرطنا ابتداءا فى السماح لاوباش الدعم السريع بالوصول الى ارض الجزيرة ناهيك عن دخولها والسيطرة عليها .
مرة اخرى سنعود الى ضعف الحس الاستخباراتي الذى يفشل باستمرار فى اكتشاف (الطوابير) داخل الجيش ورصد التواصل مع عناصر المليشيا من قيادات فى مواقع عسكرية لاتقبل مهمتها القسمة على اثنين..
الجميع كانوا يعلمون ان مدني ستكون محطة الدعم السريع القادمة بعد فشله فى السيطرة على الخرطوم والابيض وصعوبة اسقاط مدن مثل شندي وعطبرة وكوستي وبورتسودان فى هذا التوقيت.. ورغم ذلك حدث ما تم التحذير منه ودخل المليشيا مدني دون ان يكلفوا رصاصة واحدة بفعل الانسحاب المخجل والمخزي لقيادة الفرقة الاولي واستسلام بعض الارتكازات فى الطريق واخلاء كبري حنتوب وسط دهشة الجميع.
لابد من ان يراجع القائد العام للجيشه الفريق اول البرهان قائمة القيادات التى دفع بها الى المواقع العسكرية المدن والمواقع المهمة ، وان يعيد تقييم تنقلاته بناءا على اهمية واستراتيجية المناطق خوفا من تكرار ( سيناريو مدني) الذى تابعناه فى زالنجي والجنينة وجبل اولياء والضعين ومناطق اخرى.
قيادات الجيش فى المواقع العسكرية تحتاج الى ( خطوات تنظيم)، القوات المسلحة ليست مجتمعا صفويا ملائكيا ولا غرابة فى ان يكون من بين منتسبيها خونة ولكن الخلل فى ان تفشل الاجهزة الاستخباراتية فى توفير المعلومات التى تجعل من التنظيف عملية سهلة وحتمية ومستمرة وصولا للجيش الذى نريد.
فعلوا عمل الاستخبارات العسكرية وراجعوا قوائم القيادات المكلفة بحراسة المواقع العسكرية والمدن المهمة ، ادفعوا بالقوى الامين ولاتجعلوا الوطن فى ايدى اصحاب الهمم الضعيفة والضمائر الخربة،، ان لم تفعلوا ذلك وانتم القائمون على الامر واعني( الفريق اول البرهان ورفاقه فى الكابينة) فهيئوا انفسكم لسقوط المزيد من المدن ونهاية بلد اسمه السودان وقبل ذلك لتحمل المسؤولية التاريخية ولعنات السودانيين التى ستلاحقكم مع اتهامات بالخيانة لن تستثني حينها احدا ..
اترك رد