العقوبات الأمريكية التى تم إقرارها فى مواجهة قائد ثانى قوات الدعم السريع المحلولة ، أثارت كثير من الجدل والتناول ، ولكن غالب التناول والتحليل كان من زوايا نظر ضيقة ، أغفلت كثير من العوامل والمؤثرات المصاحبة والتى استدعت إقرارها بهذا الشكل،وفى هذا التوقيت ، (سنحاول فى هذا المقال تناولها بعمومية وإختصار لتقريب الفهم) :
* الصراع المتصاعد داخل الإدارة الأمريكية بسبب فشل الخارجية الأمريكية فى ادارة ملف السودان ، بذات وتيرة تصاعد وتأزم الوضع فى السودان الذى أضر كثيرا بالمصالح الأمريكية ، مما سارع مؤخراً وفى منتصف أغسطس الماضى ، بسحب ملف السودان من الخارجية الأمريكية الى البيت الأبيض.
* تسببت الحرب فى تضعضع النفوذ الأوربى الأمريكى الفرنسى فى شرق وغرب إفريقيا ، لصالح النفوذ الروسى.
* سرعة وتيرة التقاربات مع المحاور المنافسة لأمريكا بسبب ملف السودان واندلاع الحرب فيه ، مثل التقارب المصري التركى ،التقارب السعودى الإيرانى ، التقارب المصرى القطرى ، وكلها تنصب فى مصلحة تمدد النفوذ الروسى فى شرق إفريقيا ، كذلك غربها.
* فقدان الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على . الأوضاع فى السودان نتيجة لسياسية الخارجية الأمريكية التى أوكلت الأمر.للحلفاء (الإمارات +الحلفاء الأوربيين + بعثة فولكر ، أو يعُرف “.برباعية الترويكا” وفشلها فى ادارة ملف السودان، بل تسببها فى فوضى عدم الإستقرار الأمنى فى السودان ، كمهدد رئيس لكل المنطقة،وهو ما لا تريده امريكا باعتباره مسوغ ومبرر لتدخل منافسيها فى المنطقة .
* كذلك فشل آخر محاولات تدخل الإدارة المباشر لتدارك أخطاء وفشل إدارة الملف والأزمة عبر التلويح بعصاة العقوبات من خلال الأمرالتتفيذى للرئيس بايدن بفرضها ، وجذرة الوساطة الأمريكية السعودية “منبر جدة”.
• سبق وأن تناولنا أزمة إدارة ملف السودان التى تفجرت منذ بداية الفترة الرئاسية للرئيس “بايدن” والذى خالف سياسة سلفه “ترمب” فى إدارة كل إفريقيا بما فيها السودان عبر الحلفاء والوكلاء ، وانتهج اسلوب المباشرة وتعيينه لأول مرة مبعوث خاص له للسودان يتبع له مباشرة ، ولكن مستشارية مساعد وزير الخارجية المختصة والممسكة بملف السودان أفشلت عمل أى مبعوث مما إضطر اول مبعوث للسودان “جيفرى فيلتمان” الدفع بإستقالته قبل اكماله العام فى المنصب، تم إلحاقه ب(ديفيد ساترفيلد)، الذى لم يكمل نصف العام حتى تم سحبه وتسمية “مايك هامر”، الذى اكمل العام فى يوليو الماضى دون إحرازأي تقدم في مهمته.
* يُجدرالإشارة هنا الى أن الولايات المتحدة ممثلة فى “وزارة الدفاع وCIA ” ،ومنذ البداية تتماهى وتدعم (الجيش والبرهان)، باعتباره الجهة الضامنة لحماية وتعزيزالمصالح الإستراتيجية العسكرية والأمنية الأمريكية فى السودان والمنطقة (الحد من النفوذ اوالتمدد الروسى والصينى فى البحر الأحمر، مع السيطرة والتحكم فى منافذه ،مكافحة الإرهاب ،التطبيع مع اسرائيل).
* وهنا كانت تقاطعات المصالح الحلفاء الأوربيين بقيادة الاتحاد الأوربى وبريطانيا الداعمين والمتماهيين مع المدنيين وحميدتى، (قحت والدعم السريع)، بإعتبارهم الضامنيين لمصالح بريطاتيا التاريخية ، والتى تعتبر نفسها دولة ذات أفضلية وأولوية استعمارية، عطفا على مصالح اوربا السياسية والثقافية والإقتصادية فى السودان ، بذرائع المدنية والحقوق التحول الديمقراطى.
* فيما بعد ، مغامرات وتهور حلفاء الخارجية الأمريكية داخل البيت الأبيض (رباعية الترويكا بقيادة الإمارات) ، أشعلت (حرب الخرطوم)، ليصل إمتداد النيران الى لندن وواشنطن وباريس حتى تل أبيب.فكان لابد لهم من “فك اللجام” عن “بايدن” لتدارك الوضع حتى ولو كان الثمن التضحية (بالرباعية) فولكر،الإمارات والدعم السريع وعملاء الداخل المدنيين (قحت ).
* *خلاصة القول ومنتهاه:*
* العقوبات الأمريكية مؤشر (لفك لجام) البتاغون والCIA ، وعودة الملف إليهم بعد إدخاله البيت الأبيض.
* العقوبات خطوة تكتيكية لها ما بعدها من خطوات وتكتيكات جديدة فى إتجاه إعادة ضبط ملف السُودان والمنطقة وفق رؤية وسياسة إستراتيجية أمنية عسكرية أمريكية ، دون مزاحمة من دوائر داخل أمريكا ،أو خارجها
اترك رد