الأخبار

إستراحة مع روائي

أمل أبوالقاسم

كتبت الروائية الجزائرية المعروفة “احلام مستغانمي” على صفحتها بالفيس بوك متساءلة أليست الكتابة كالحب. هدية. تجدها فيما لا تتوقع العثور عليها؟ فانهالت عليها الردود التي يكرس بعضها لما قالت فيما ذهب الكثير من المتداخلين إلى أن الكتابة مثلها والحب وكذا الإحساس بيد أن الأخير ربما يذوب لتبقى الكتابة خالدة ومدونة في الشعور والورق.
وللحق وبحسب ما تابعت كتابات بعض الروائيين سوى اكانوا عرب ومحليين عالميين أو غيرهم وانت تطالع رواياتهم تتلمس احساسا عالياً لديهم ينعكس تعاملا مرهفا مع من حولهم، وإن تدبرنا وتتبعنا سيرة هؤلاء وبعض الرواة المعروفين لوجدنا أن قصص علاقاتهم العاطفية كانت غاية في الصدق والحس العالي والعشق الرفيع. إذن فالكاتب يسقط حسه على ما يكتب اي كان نوع هذا الحس سواء أكان تجاه الوطن أم المحبوبة وهما الأكثر حضوراً في روايات المؤلفين.
لا أدري لم تذكرت ذلك وانا أقف على حوار مع روائي مقيم بدولة قطر اثناء تسكعي في شوارع الميديا ورغم أن الأحداث السياسية العاصفة التي يمر بها السودان تقحم نفسها عنوة على متابعتها والكتابة حولها إلى أن وقفتي كانت بمثابة أو طلب ذاتي لراحة ذهنية مع تتبع سيرة الأدب الذي طالما شغفنا به في طفولتنا وبواكير صبانا قبيل أن تتغول التكنولوجيا على حياة البشر وتسلبهم أهم متعة وهي متعة مصافحة الأعين للكتب.
المهم ومن خلال الحوار الذي تابعته مع الروائي هاشم محمود وجدت أنه لا ينفصل عن رصفائه الكتاب الذين وحد الله قلوبهم على حب الوطن والأهل والزوج والحبيبة وجميع رواياته التي ذكرت إنما تتحدث عن الأوطان وتصف رحلاته التي قام بها في بعض الدول ومنها مثلا (الطريق إلى ادال وتقوربا)، و(شتاء اسمراء) و(مسافر زاده الكرة) و(عطر البارود) ولا ادري ما سر البارود في كتابات بعض الروائيين رغم أنهم يستخدمونه بطريقة مغايرة من وظائفه.
ويبدو أن (هاشم) أو كما استشفيت متأثرا بالجارة إريتريا . ليس ذلك فحسب بل وثق لتأريخها الوطني والسياسي بطريقة عميقة وهو يعرض على الثورة الإريترية والقائد “عواتي” والمجتمع الارتري قبل الثورة وبعدها. وهذا ينم على الاطلاع الواسع للمؤلف حول ما يكتب عنه ما يعني أن القارئ الإريتري أو غيره ممن يطلعون على الرواية سيجدون معلومات زاخرة عن عن تلكم الدولة. وحتى تصل روايته التي لم يدخر فيها جهداً لأكبر قدر من القراء عمد إلى ترجمتها بعدد من اللغات.
كذلك بدى لي الكاتب عميق الثقافة أو له بعد سياسي تجلى في رده على احد الأسئلة فيما يلي شأنا بالسودان ورغم أنه أشبه بالفلسفة لكن من المؤكد أن هنالك من يستوعب ذلك من أهل الثقافة والفلسفة وهذا شأن آخر يجتمع فيه المؤلفون.
لم تغب الزوجة كعادة هذا النوع من الفنانين، نعم فالتأليف والكتابة والفن صنوان. قلت لم تغب الزوجة والأنثى عموماً من كتابات الأستاذ “هاشم محمود وقد وصفها بالحنان والدفء والمودة، فضلاً عن المناضلة الجسورة. هذا إلى جانب أن أعماله تخضع اولا لملاحظات زوجته التي يهبها وأولاده عناية خاصة قبيل أن تنشر.
فرغت من متابعة الحوار وقبلها استوقفني حديثه برغبته في أن تصل مؤلفاته لأكبر عدد من القراء وكنت سأرد رغبته سراً بأن هيهات في ظل تغول التكنولوجيا على الكتب لكني استدركت أن كما هائلاً من الشباب والمفكرين والمبدعين ما زالت القراءة تستحوذ على نشاطهم ويلتهم بعضهم الكتب التهاما ودونكم المعارض السنوية للكتاب التي تنتظم الدول العربية والعالم والتي يتبارى فيها المؤلفون والقراء. إذن فالقراءة بخير وصدقني نحن الآن أكثر حاجة لهكذا روايات كونها تريح النفس البشرية من العصف الذهني الذي تفرضه أحداث العالم السياسية.

إستراحة مع روائي

أمل أبوالقاسم

كتبت الروائية الجزائرية المعروفة “احلام مستغانمي” على صفحتها بالفيس بوك متساءلة أليست الكتابة كالحب. هدية. تجدها فيما لا تتوقع العثور عليها؟ فانهالت عليها الردود التي يكرس بعضها لما قالت فيما ذهب الكثير من المتداخلين إلى أن الكتابة مثلها والحب وكذا الإحساس بيد أن الأخير ربما يذوب لتبقى الكتابة خالدة ومدونة في الشعور والورق.
وللحق وبحسب ما تابعت كتابات بعض الروائيين سوى اكانوا عرب ومحليين عالميين أو غيرهم وانت تطالع رواياتهم تتلمس احساسا عالياً لديهم ينعكس تعاملا مرهفا مع من حولهم، وإن تدبرنا وتتبعنا سيرة هؤلاء وبعض الرواة المعروفين لوجدنا أن قصص علاقاتهم العاطفية كانت غاية في الصدق والحس العالي والعشق الرفيع. إذن فالكاتب يسقط حسه على ما يكتب اي كان نوع هذا الحس سواء أكان تجاه الوطن أم المحبوبة وهما الأكثر حضوراً في روايات المؤلفين.
لا أدري لم تذكرت ذلك وانا أقف على حوار مع روائي مقيم بدولة قطر اثناء تسكعي في شوارع الميديا ورغم أن الأحداث السياسية العاصفة التي يمر بها السودان تقحم نفسها عنوة على متابعتها والكتابة حولها إلى أن وقفتي كانت بمثابة أو طلب ذاتي لراحة ذهنية مع تتبع سيرة الأدب الذي طالما شغفنا به في طفولتنا وبواكير صبانا قبيل أن تتغول التكنولوجيا على حياة البشر وتسلبهم أهم متعة وهي متعة مصافحة الأعين للكتب.
المهم ومن خلال الحوار الذي تابعته مع الروائي هاشم محمود وجدت أنه لا ينفصل عن رصفائه الكتاب الذين وحد الله قلوبهم على حب الوطن والأهل والزوج والحبيبة وجميع رواياته التي ذكرت إنما تتحدث عن الأوطان وتصف رحلاته التي قام بها في بعض الدول ومنها مثلا (الطريق إلى ادال وتقوربا)، و(شتاء اسمراء) و(مسافر زاده الكرة) و(عطر البارود) ولا ادري ما سر البارود في كتابات بعض الروائيين رغم أنهم يستخدمونه بطريقة مغايرة من وظائفه.
ويبدو أن (هاشم) أو كما استشفيت متأثرا بالجارة إريتريا . ليس ذلك فحسب بل وثق لتأريخها الوطني والسياسي بطريقة عميقة وهو يعرض على الثورة الإريترية والقائد “عواتي” والمجتمع الارتري قبل الثورة وبعدها. وهذا ينم على الاطلاع الواسع للمؤلف حول ما يكتب عنه ما يعني أن القارئ الإريتري أو غيره ممن يطلعون على الرواية سيجدون معلومات زاخرة عن عن تلكم الدولة. وحتى تصل روايته التي لم يدخر فيها جهداً لأكبر قدر من القراء عمد إلى ترجمتها بعدد من اللغات.
كذلك بدى لي الكاتب عميق الثقافة أو له بعد سياسي تجلى في رده على احد الأسئلة فيما يلي شأنا بالسودان ورغم أنه أشبه بالفلسفة لكن من المؤكد أن هنالك من يستوعب ذلك من أهل الثقافة والفلسفة وهذا شأن آخر يجتمع فيه المؤلفون.
لم تغب الزوجة كعادة هذا النوع من الفنانين، نعم فالتأليف والكتابة والفن صنوان. قلت لم تغب الزوجة والأنثى عموماً من كتابات الأستاذ “هاشم محمود وقد وصفها بالحنان والدفء والمودة، فضلاً عن المناضلة الجسورة. هذا إلى جانب أن أعماله تخضع اولا لملاحظات زوجته التي يهبها وأولاده عناية خاصة قبيل أن تنشر.
فرغت من متابعة الحوار وقبلها استوقفني حديثه برغبته في أن تصل مؤلفاته لأكبر عدد من القراء وكنت سأرد رغبته سراً بأن هيهات في ظل تغول التكنولوجيا على الكتب لكني استدركت أن كما هائلاً من الشباب والمفكرين والمبدعين ما زالت القراءة تستحوذ على نشاطهم ويلتهم بعضهم الكتب التهاما ودونكم المعارض السنوية للكتاب التي تنتظم الدول العربية والعالم والتي يتبارى فيها المؤلفون والقراء. إذن فالقراءة بخير وصدقني نحن الآن أكثر حاجة لهكذا روايات كونها تريح النفس البشرية من العصف الذهني الذي تفرضه أحداث العالم السياسية.