سقوط البشير ، سقوط الاسلاميين بعد مسيرة ثلاثين سنة في حكم البلاد بايجابياتها وسلبياتها ، السقوط الذي تم بطريقة دراماتيكية سريعة وعجيبة ، التحولات التي تغيرت بين يوم وليلة في شكل القيادة ، من كتب السيناريو من نفذ ؟ هذا الملف موجود بيد قيادات معينة لكن لم يحن بعد الإفصاح عنه
ليس من السهولة بمكان للذي يقرأ ويفهم ويحلل أن هؤلاء الذين استلموا الحكم بعد البشير أن يسقطوا حكما لأنهم شرازم صنعت ليس لهم فكرة وليس لهم مقدرة يديرون بها المشهد السياسي ، وأول ما فعلوا هزموا أنفسهم بصناعة بالوثيقة الدستورية التي كانت فارغة المحتوي إلا هذا الحبر الذي كتبت به و علي عجل وظلت مصدر صراع بين مكونات الحرية والتغيير وبين المكون العسكري ، لم يسمعون كلامنا حينذاك عندما قلنا : هذا المكتوب الذي وضعه ولد لبات لا يدير بلد مثل السودان في هذه المرحلة ولكن أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي…. (وكلام القصار ما بنسمع ) ! وفشلوا وازيحوا من علي المشهد بهدوء
سقوط البشير تم بخيانة داخلية ممن كانوا معه ، أشخاص يحملون حقدا قديما كل مرة يجترون ذكراه و(يتاورهم) الألم القديم كالذي يلدغه ثعبان في جسمه وكل مرة يظهر عليه ألم اللدغة حتي ولو بعد سنين ، الذي يحلل ويقيم جيدا أن الحرية والتغيير هي صنيعة لهؤلاء الذين خانوا البشير، قد قرأنا في التاريخ أن كل الحكومات والأنظمة من بعد الخلافة الراشدة بادت وانتهت بسبب الخيانة الداخلية التي تسبب في الضعف وينهار النظام
لا أدر لماذا يتكتم الاسلاميون علي هذا الملف الحساس؟ من خان البشير؟ ومن خان وبدل نفسه ضد الحركة الإسلامية ومن داس بشجرة الحزب تحت الأرجل ؟، هذا السؤال لا اسأله انا فقط ككاتب صحفي ولكن هذا السؤال هو لسان حال كل من ينتمي للإسلاميين ، نعم هنالك تاويلات وهنالك تحليلات لكنها ربما تخطي و وربما تصيب ، التاريخ يحتاج أن يوثق ويضع النقاط فوق الحروف لكي نعرف من الذي فعل ذلك ؟ وإن لم تفتح قيادة الاسلاميين الحالية الصندوق سوف يفتح طال الزمان أم قصر
الآن أعتقد ونسبة للانفراج الذي تم في المشهد السياسي بتجميد اللجنة سيئة الذكر ، بدأت الحياة السياسية والمنشطية تعود إلي حزب المؤتمر الوطني المحظور الذي حظر بموجب الوثيقة الدستورية والتي صارت الآن لا معروف هل هي باقية؟ أم لحقت كلبة (السرة) الذي ضربت وطردت لانها أكلت لحمة حلتها ! ، بدا الحزب يظهر في العلن وخاصة بصورة قوية جدا في ولاية الجزيرة وعلي عينك يا تاجر ، غايتو رئيس الحزب في الجزيرة دا شايل عصايتو وواقف في السهلة ورافع صوتوا وجاهز بسيفوا للدواس وإن لم يجد من يداوس يلعب الصقرية !
أعتقد أن هنالك عوامل ساعدت في إعادة البسمة للكيزان مثل عودة المفصولين ، الإفراج عن بعض القيادات من السجون والمجهودات التي تتم الآن لعودة دور ومنقولات الحزب وبالقانون ، أرجوا أن لا تنسيهم هذه الفرحة فتح الصندوق الأسود لمسيرة الحزب والحركة طوال الثلاثة عقود ، هنالك أخطاء قاتلة شابت المسيرة ، هنالك فساد تم ومحسوبية وجهوية كانت موجودة حتي وصلت مرحلة ضيقة مثل هذا ولد فلان وهذا ربيب فلان لا يحاسب وإن أخطأ
لا اريد أن أفسد فرحة الاسلاميين بدخولهم القضيب مرة أخري بعد خروجهم منه ثلاثة سنوات ، لكن لابد من فتح الصندوق الأسود، ولابد من المراجعة ، ولا بد من ضخ دماء جديدة وشابة لقيادة العمل الإسلامي ، ولابد من الصدق في الممارسة وعدم تلفيق وزيادة الكوز كوزين فيما يعرف بمطلوب منفذ والتي اضاعتهم ، ولابد من المناصحة غير المخلة لتصحيح المسار وما يخمونا ساكت ويسوقونا بالخلاء ، أقول للاسلامين أو الكيزان إن قيمتم تجربتكم السابقة وفتحتم مافي الصندوق الأسود وتمت (الفتفته) المفيدة وتحسستم حسام الصدق ونبذ الجهوية ومذهب ( يوكد وكادة فهو واكد) فأنتم القادمون بلا شك .