
في الوقت الذي تقف دول كثيرة عربية وافريقية، آسيوية بل حتى غربية إلى جانب السودان في محنته ولو بكلمات مواساة ووعود لاحقة، فضلا عن اعترافها ووقوفها إلى جانب سيادته. في الوقت نفسه وهو معلوم بالضرورة لكل متابع بالداخل والخارج تقف دول ضد كل ذلك ولا غرو طالما أنها ولغت فيما هو عليه كونه من صنع اياديها ابتغاء تفكيكه وطمس هويته و الالتفاف عليه كما الافاعى توطئة لابتلاعه.
نشاهد بأسى تكالب العديد من الدول نحو تفكيك السودان والاستعداء المفرط من بعضها وكأن بيننا وبينهم تأر. ما يدفعنا للتساؤول لم كل ذلك؟ ولأجل ماذا؟ وما ذنب المواطن حتى يستخدم أداة لتحقيق المآرب؟. أيعقل أن تكون صفقات الإمارات شملت كل هؤلاء؟ هل تعتقد _ أي الإمارات _ ومن جرتهم خلفها ترغيبا أو ترهيبا أنهم سيعوضون نفقات صرفهم البذخى غير المحدود عقب الاستيلاء على موارد السودان بعد حكمه عبر اذرع يابسة؟ وعلاما ولم يعافرون حتى بعد فشلهم بواسطة الميدان؟
اما وأن كانوا يظنون أن الجهد السياسي الذي اغدق عليه المال الوفير حتى من قبيل الحرب في قاعات وقيعان أديس، ونيروبي، وكمبالا، وجنيفا وغيرها، والذي استعر اواره بعد الهزيمة العسكرية في الميدان سيستعيضوا به فاعلموا أن هذه المحاولات والضجيج الفارغ الذي يجري الآن لا يعدو كونه زوبعة في فنجان).
مثلما تمت هزيمتهم في ميدان القتال سينتهى بهم حالهم الآن إلى ذات المصير وقد بدأت بوادر ذلك. واعلموا أن لعنات أهل السودان عليكم ستصيب كل جهد معادى لهم وانتم تستهدفون قوميتهم، وكرامتهم، وسيادة بلادهم، وأمانهم. هذا بعيدا عن انتصارات القيادة بإذن الله في كل معترك يضمكم. خسئتم.
ستنتهى الحرب وسترسم حدود العلاقات الدولية من لدنها وستخرج الدول الأعداء خاوية الوفاض، صفر اليدين. وستكسب الدول الداعمة وسيكسب السودان بها. وستتبخر أمانيكم. والسودان عائد بأحسن ما يكون بإذنه سبحانه وتعالى. وبفضل رجاله الخلص.
(2)
مبادرة السفير المصري هاني صلاح لتوزيع 1000 سلة غذائية على السودانيين المقيمين في مصر، هي خطوة إنسانية كبيرة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين . هذه المبادرة تأتي في وقت حرج، حيث يواجه السودان تحديات اقتصادية كبيرة، وتظهر التزام مصر بدعم شعبها الشقيق.
السفير هاني صلاح، الذي يُعتبر سفير الوحدة بين مصر والسودان، يُظهر تواصله الحميمي مع السودانيين بهكذا مبادرات إنسانية ويُؤكد على أهمية العلاقات بين البلدين. هذه المبادرة والمبادرات التي سبقتها في السودان قبل الحرب وقد ظل يتلقف كل دعوة لعمل إنساني وينبرى لها والنماذج كتيرة منذ تسنمه حقيبة السفارة المصرية بالسودان . ثم وبعد الحرب ورغم الظروف الإدارية التي صاحبت عمل السفارة والقنصلية إلا انه آل على نفسه حلحلة الكثير من الإشكالات سيما التي تعنى بالتأشيرة. وعلى الصعيد الإنساني واصل دأبه مدفوعا بشيم خصاله لمساعدة السودانيين المقدمين بمصر ولم يستثن من ذلك فئة الصحفيين.
قلت ان هذه المبادرة والتي سبقتها بتوزيع الف بطانية لمجابهة الشتاء القارس ليست فقط دعم مادي، بل هي أيضا رسالة من مصر إلى السودان، تُؤكد على التضامن والتعاون بين الشعبين ، تأتي في إطار الجهود المستمرة لدعم السودان، وتعزيز التعاون بين البلدين.
فشكرا مصر حكومة وشعب، شكرا شباب (رابطة الصحافة الإلكترونية) مكتب مصر الذين تبنوا المبادرة وعكفوا على توزيعها. شكرا المملكة العربية السعودية، قطر ، تركيا والكثيرين. شكرا لكل الدول التي فتحت أبوابها لكل اللاجئين السودانيين بلا من ولا أذى وقدمت للنازحين ما يعينهم على ما يقيم وأدهم. شكر بلا حدود للذين يقفون معنا بصدق وليس اولئك الذين يمارون وينافقوننا.