الأخبار

أمل أبوالقاسم.. تكتب: (رب ضرة نافعة)

أمل أبوالقاسم

ربما كانت التوترات الحدودية بالشرق بين السودان وإثيوبيا والتي يخوض غمارها الجيش السوداني بمثابة الضرة النافعة أو كما يقول المثل كونها وحدت مشاعر السودانيين تجاه الوطن من جهة، ومن جهة دفعت بالكثيرين للتسامي عن احقادهم (غير المبررة) للقوات المسلحة فاظهروا تعاونهم وتعاضدهم ومساندته لهم كيف لا وهي في الأصل (قوات الشعب المسلحة) اي أنها منهم واليهم وبهم تنتصر وتزداد قوة شوكتها في مناصرة الأعداء. وأكد أجزم أن هذا التدافع الشعبي والرسمي لنصرتها ومساندتها بث فيها روح الحماس والهب جذوتها والمعروف أن هكذا دعم وسند معنوي له تأثير عظيم في نفوس الجنود المقاتلين ودونكم ما كانت تقوم به الحكامات في غابر الأزمان وعلى مر التأريخ الحربي للسودان والمعارك السياسية وغيرها التي خاضها.
أمس الأول أحسست بشيء من الطمأنينة وانا أستمع لما قال به رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك ” بقاعة الصداقة لدى مبادرة الشركات الخاصة لدعم الجيش وكيف أن الجهاز التنفيذي يعلن دعمه اللامحدود للقوات المسلحة في بسط سيطرتها على كافة الأراضي السودانية بيد أن أهم ما قال به هو أن القوات لديها واجب مقدس نحو وهو (حماية الدستور والديمقراطية) وهو ما ظلت تسعى وتكرس له لكن هيهات فقد ذهب مع ريح الاستهداف الممنهج الذي واجهه الجيش واساء له وقابله في صمت محتسبا إلى أن جاءت مشكلة الحدود التي وحدت الجميع للاصطفاف خلف الجيش.
والتصريحات المحترمة التي ظلت تدلي بها قيادات الجهازين السيادي و التنفيذي وبعض مكونات (قحت) والثورية من المؤكد أنها ستقطع الطريق أمام من يحاولون دق اسفين بين المكونين العسكري والمدني، وأولئك الذين يستهدفون أمن البلاد من العملاء والخونة والذين يتخابرون لدى الطرف الثاني كما أعلن السودان قبيل أيام من ضبطهم لخلايا استخباراتية تعمل لصالح إثيوبيا.
ظللنا ندعم الأجهزة الأمنية بلا استثناء غير آبهين بما يصيبنا من رزاز من منطلق أهمية هذا الدعم في ظل هذه المرحلة الحساسة من عمر السودان والبلاد تعاني سيولة سياسية و أمنية، ندعمها كأجهزة دولة مناط بها توفير الأمن المحلي والقومي وليس كأفراد يذهب القادة ( البرهان، وكباشي، والعطا) وغيرهم من قادة المنظومة وتبقى المؤسسات قائمة والمؤسسة العسكرية ومن يتعاقب عليها من جنود تمثل سيادة وأمن البلد. ونتمنى أن تستمر هذه اللحمة التي انتظمت الحكومة بكل مكوناتها فالتبائن والتشاكس هو آفة الانتقالية ومكمن فشلها في إدارة البلاد.

رب ضرة نافعة

.