الأخبار

د. سامية علي تكتب : زيارة أفورقي .. ماذا بعد!!

زيارة الرئيس الإريتري أسياس افورقي المفاجئة إلى السودان بالأمس ، حركت كثير من الآمال العراض والأحلام التي يبتغيها ان تتحقق الشعب السوداني، فالجارة الشقيقة والصديقة أريتريا تربطنا بها علاقات وثيقة وقوية وطيبة ومتجذرة، ليست وليدة الأمس بل تمتد لعقود طويلة، وتوثقت اكثر بعد اندلاع الحرب اللعينة ، فرئيسها كان اول المساندين للجيش السوداني ورفض كل الإغراءات مالية ، سياسية، اقتصادية وعسكرية ليخون العهد والوعد مع السودان ، ظل موقفه ثابتا كالجبال لم يتزحزح، بل زاد قوة ورسوخا ، كلما اشتدّت النوائب والمصائب على السودان ازداد قربا ، مساندا مؤازرا ، ظلت يده ممدودة تنتظر المصافحة بقوة وحميمية.
زيارة افورقي وهي الثانية بعد اشتعال الحرب ، تحمل الكثير من الدلالات وتشير إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية وتنفيذية لكثير من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في الزيارات السابقة التي قام بها الرئيس الإريتري وتبعتها زيارات رسمية من مسؤولين بحكومة السودان كانت أولها زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ، ثم زيارة رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس ، إلا ان ما خرجت به هذه الزيارات ظلت في الأضابير لم تخرج علنا ولم ترى النور برامجاً أو مشروعات تعزز العلاقات الأزلية بين البلدين وتحقق التكامل المرجو .
الاستقبالات الحاشدة التي حظى بها أفورقي ابتداءً من المطار ومروراً بالطرق التي تزينت لتشير بزيارة ضيف غير عادي ، وإنتهاءً باستقباله بقصر الرئاسة الجديد “قصر الشرق” الذي تم تشييده باحدث طراز وهو اول ضيف تم استقباله فيه ، كلها دلالات ان ما وراء الضيف الزائر شئ عظيم وان ما تحمله حقيبته سر كبير سينقل السودان واريتريا من حالة السكون إلى حراك كبير يكسر حالة الصمت والتردد إلى فعل باين !
التوقعات ان القمة الثنائية التي عقدت بين الرئيسين البرهان وافورقي ان تكون مثمرة وواقعا ملموسا، وتحدث اختراقا كبيرا ، تداركا لما يمكن ان يحدث في المحيط الإقليمي الذي يمور بأحداث وبتحديات كبيرة فان لم يكن لنا سهما فيه سنكون احد ضحاياه ، والسودان في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى تحالفات مع دولة شقيقة “مخلصة ” لا تبحث عن مصالحها الذاتية بقدر ما انها تحرص على علاقة جيدة مع دولة تكن لها كل تقدير.
التمنيات ان ما تم نقاشه داخل الغرف المغلقة ان يتم ترجمته فعلا ، لا ينتهي فقط عند البيانات الرسمية والاستقبالات البروتوكولية ، نتمنى ان يكون الرئيس الإريتري عاد إلى بلاده قد سبر غور كل الاتفاقيات مع السودان ،عاد مطمئنا ان أهداف زيارته تحقق تماما وان ما يبتغيه سيراه قريبا يمشي على رجلين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *