الخرطوم – عزة برس
تحتفي أسرة الهوارة بواحدٍ من أبنائها الذين خلدوا أسماءهم في سجل الإبداع الوطني، الفنان التشكيلي إبراهيم محمدين أحمد حولي الهواري، مصمم شعار جمهورية السودان الديمقراطية (صقر الجديان)، الذي أصبح رمزاً رسمياً وهوية بصرية للدولة السودانية الحديثة.
ويُعد إبراهيم محمدين أحد أبرز رموز الفن التشكيلي في السودان، حيث جمع في أعماله بين الأصالة والابتكار، مجسداً بروحه الوطنية العميقة هوية السودان وقيمه في شعارٍ حمل ملامح القوة والكرامة والانتماء. وقد أصبح تصميمه رمزاً وطنياً خالداً تتوارثه الأجيال، ودليلاً على أن الإبداع الصادق يبقى أثراً لا يزول.
وينحدر الفنان من أسرة ذات تاريخ وطني عريق؛ فوالده المرحوم الضابط محمدين أحمد حولي الهواري، أحد رموز قوات دفاع السودان خلال فترة الحكم الإنجليزي، شارك في معركتي كرن وطبرق ضد الطليان في الحرب العالمية الثانية، حيث أبلى بلاءً حسناً ونال أوسمة ونياشين من الملك جورج الخامس تقديراً لشجاعته.
كما حظي بتكريمٍ دولي حين خُلدت سيرته في متحف اللوفر البريطاني بلندن – ركن السودان الحربي، إلى جانب الرموز السودانية التي ساهمت في الدفاع عن الوطن. وبرز أيضاً في مجالات التنمية، إذ أشرف على مشروع القدنبلية حتى القضارف، وتولى مسؤولية وزير النيلية الممتدة من جبل أولياء حتى الجنوب النيلي في عهد الرئيس عبود.
وبينما حمل الأب سيف الوطن، حمل الابن ريشته، ليلتقي المجد في جيلين:
الأب بشجاعته وتفانيه، والابن بفنه وابتكاره، ليشكلا معاً لوحة فخرٍ وطنية تُجسد العطاء الممتد للأسرة السودانية الأصيلة، وتلهم الأجيال القادمة قيم الانتماء والبذل والإبداع.
