
الفاشر – عزة برس
أبلغ نازحون فرّوا من الفاشر إلى طويلة بولاية شمال دارفور منظمة أطباء بلا حدود عن تعرضهم لانتهاكات شملت القتل والاختطاف والتعذيب والعنف الجنسي في الطريق.
ونزح 62 ألف فرد من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر المنصرم، فيما لا يزال آلاف آخرون عالقين في بلدة قرني وقد تقطعت بهم السبل.
وقالت أطباء بلا حدود، في بيان حصلت عليه “دارفور24″، إن أكثر من خمسة آلاف شخص شقوا طريقهم إلى طويلة من الفاشر خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص يروون المجازر ويتحدثون عن أفراد ما زالوا عالقين ويتعرضون للتعذيب والاختطاف من أجل الفدية، والعنف الجنسي، والإعدام بإجراءات موجزة في الفاشر والمدن المجاورة وعلى طول الطرق التي يفرون منها.
وأفاد البيان بأن عددًا من شهود العيان أبلغوا أطباء بلا حدود عن مجموعة من 500 مدني، بالإضافة إلى جنود من القوات المسلحة والقوات المشتركة، حاولوا الفرار في 26 أكتوبر، حيث قُتل معظمهم أو أُسروا على يد الدعم السريع وحلفائها.
وذكر ناجون، بحسب البيان، أن القوات فصلت الأفراد حسب الجنس أو العمر أو الهوية العرقية المفترضة، مع بقاء العديد منهم محتجزين للحصول على فدية، بمبالغ تتراوح بين 5 ملايين و30 مليون جنيه.
وقال أحد الناجين إنه دفع 24 مليون جنيه سوداني لخاطفيه لإنقاذ حياته والهرب، فيما أفاد آخر بمشاهد مروعة للغاية لمقاتلين يسحقون عددًا من السجناء بمركباتهم.
وأوضح البيان أنه بين 26 و28 أكتوبر، نُقل وافدون، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين يعانون من مستويات كارثية من سوء التغذية، بالشاحنات.
ونوّه إلى أن الآخرين، بمن فيهم الأشخاص المصابون بطلقات نارية، سافروا سيرًا على الأقدام، مختبئين نهارًا ومتنقلين ليلًا لتجنب المسلحين على الطرق الرئيسية.
وأدانت أطباء بلا حدود الفظائع الجماعية المروعة وعمليات القتل، سواء كانت عشوائية أو قائمة على أساس عرقي، التي بلغت ذروتها هذا الأسبوع في الفاشر والمناطق المحيطة بها.
وجددت المنظمة مخاوفها من أن أعدادًا كبيرة من الناس لا تزال في خطر داهم، وأن قوات الدعم السريع وحلفاءها يمنعونهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، مثل طويلة، حيث تعمل فرقنا.
وتساءل رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه: “إنّ أعداد الوافدين غير متطابقة، بينما تتزايد التقارير عن الفظائع واسعة النطاق. أين جميع المفقودين الذين نجوا من أشهر من المجاعة والعنف في الفاشر؟”
وأضاف: “بناءً على ما يخبرنا به المرضى، فإن الإجابة الأكثر ترجيحًا، وإن كانت مُخيفة، هي أنهم يُقتلون ويُمنعون ويُطاردون عند محاولتهم الفرار











