العالم

“لو راجل إملى السد”.. مصريون يواجهون رئيس وزراء إثيوبيا عبر تويتر

سد النهضة الإثيوبي يسبب تهديدا وجوديا لمصر وتداعيات سلبية على السودان
سد النهضة الإثيوبي يسبب تهديدا وجوديا لمصر وتداعيات سلبية على السودان

مع إعلان جديد من أديس أبابا، تؤكد فيه نيتها المضي قدما في بدء الملء الثاني لسد النهضة مع بدء موسم الأمطار في يوليو القادم، بالرغم من إعلان مصر والسودان أن ذلك سيكون له تداعيات سلبية خطيرة على البلدين، حذر مصريون إثيوبيا من تنفيذ هذه الخطوة فعليا.

ودشن مصريون وسما على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “#لو_راجل_املى_السد”، مؤكدين أن بلادهم لن تقف مكتوفة الأيدي أمام قضية وجودية بحسب ما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء.

وانتشرت بشكل كبير فيديوهات عسكرية تشيد بـ “شجاعة وبسالة الجيش المصري”، في حين طالب البعض بوضوح بالدخول في حرب مع إثيوبيا.

وكثيرا ما اقترح سياسيون في مصر شن ضربة عسكرية لسد النهضة الإثيوبي الذي يعتبره المصريون “مسألة حياة أو موت” خاصة أن البلاد تعاني أساسا من نقص في الموارد المائية، كما اقترح البعض ممارسة ضغوط عسكرية على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن السد.

وقال أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة في عدة تغريدات على تويتر “لا تزال إثيوبيا تؤكد أنها لا ترغب في إلحاق أي ضرر بحقوق مصر والسودان في مياه النيل، وعندما يطلب منها ترجمة هذه الرغبة في اتفاق ملزم تراوغ وتتنصل. فمتى تدرك أن هذه المراوغة ستفضي حتما إلى إلحاق الضرر بها وبالآخرين في الوقت نفسه. سياسة حافة الهاوية لعبة خطرة”.

وأضاف “على رئيس وزراء إثيوبيا أن يدرك أن إفشال المساعي الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق متوازن وملزم حول ملء الخزان وتشغيل السد سيضع مصر والسودان أمام خيار وحيد هو الخيار العسكري. حينها لن تكون هناك حكومة ومعارضة وإنما شعوب موحدة وراء قيادتها دفاعا عن وجودها”.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم،  لتملأه حتى أكثر من 18 مليار متر مكعب من مجموع طاقته الاستيعابية البالغة 74 مليار متر مكعب، “بصرف النظر عن التوصل إلى اتفاق مع السودان ومصر من عدمه”، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبيي أحمد الأسبوع الجاري.

وفيما اتهم بعض المصريين السيسي بأنه السبب في وصول الأمر إلى ما هو عليه، أكد آخرون بأن الرئيس سيحل بشكل عاجل أو آجل قضية سد النهضة.

وشدد الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البوروندي، إيفاريست ندايشيمي، على رفض بلاده لأي “منهج أحادي” يسعى إلى فرض الأمر الواقع، وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب، واصفا سد النهضة الإثيوبي، بأنه يمثل “قضية وجودية” تؤثر على حياة الملايين من المصريين.

قضية وجودية”.. السيسي: سد النهضة يؤثر على ملايين المصريين
وقال السيسي في خطابه الذي نقلته صحف محلية، إنه ناقش مع الرئيس البوروندي، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وتعظيم الاستفادة المستدامة من موارد نهر النيل.

وطرحت الأزمة أسئلة حول جدوى التفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا في ظل إصرار الأخيرة على الإبقاء على موعد ملء السد المقرر في يوليو القادم ما يهدد أمن مصر المائي.

ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم من تداعياته. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.

سد النهضة الإثيوبي ومسار نهر النيل
سد النهضة الإثيوبي ومسار نهر النيل

وأعلن السودان الخميس أنه تسلم موافقات مبدئية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة على تشكيل آلية رباعية للتوسط في حل الخلاف المستمر منذ عقد مع إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة.

والشهر الماضي، اقترحت الخرطوم تشكيل آلية رباعية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر رحبت به القاهرة ورفضته أديس أبابا.

وبعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الاثنين رسائل للجهات الاربع لطلب وساطتها رسميا.

واكد كبير مفاوضي السودان الخميس ان الاطراف الاربعة وافقت مبدئيا على مقترح بلاده