*المنحوتة
*يستحق كهف آنكويب غير بعيد عن سنكات وقبالة صمد ومرمى جبل من اركويت ، إحتضان محاورة سودانية سودانية ، بيننا مؤهلون على إدارة جلسات مصالحة بين أشد الأعداء وجمع الأضداد واختصار المسافات بين أشد المتلاعنين والمتنابزين بأغلظ وأقزع الالقاب ، قاعة الكهف المنحوتة داخل الجبل تسع الرؤوس والباحات الخارجية تنفسح بلا حد وللنظر حتى يلامس أفق تواريه والتماس مع قبة السماء ، مهيب الشرق وعجيب بطبيعته وأهله ، بوابتا الكهف الوسيع يطلان بارتفاع وشموخ على القبلة جوار جدة الناس ، يصليان ، ولبعضنا الإحرام أبد آبدين من جدة وأما جنيف فمحطة لإصابة الدنيا مطلوبة والإقبال عليها مع احتساب للإدبار سهل لو هى أفخاخ منصوبة ، زخّار الشرق بأدب البجا ونار المجاذيب من غير إتقاد ، وفوح القهوة ضيافة من فوهة المحبة والبشر والترحاب ، القيادى القومى والبجاوى مجذوب أبوعلى يدعو مك البوادرة وكبيرهم متوكل ود كين ولفيف من قيادات القوميتين ممزوجتين بوكلاء نظار شرق بينهم ابناء البطاحين ومعهم حمدويا ، لرحلة لسنكات فلم يتأخر أحد ، محظيا بصداقة القياديين الأهليين وبمرافقة المك كنت فى أنكويب إستجابة لنداء الشرقاوى مجذوب الأصيل ، متمتعا بصحبة وفد المك وصديقى زين العابدين محمد احمد حسن مهندس العلاقات العامة و بضيافة وجوه مشرقة بالإبتسام متحلية بزى الشرق الأنيق وبالإصطفاف عند مضارب سنكات للاستقبال ، أدب سودانى راسخ كما جبل كهف أنكويب سنام الشرق ، انتظم الركبان فى رحلة صوب شرق سنكات و الشرق سالكين طرقا ترابية ذو شجون تشكو شجيرات أراكها من غزو وصرع المسكيت ، حتى الوقوف إلى جبل يقف وتدا وحرزا ، يبدأ إخوة جعفر ، شباب البجا فى نقل مفارش من بين مستلزمات ضيافة الرحلة وأعقبناهم مترجلين حتى تواروا عبر بوابة إستقبال أنكويب المشرعة تقابلها أخرى نافذة للتهوية الطبيعية ، صخور هنا وهناك مبثوثة تتحلق مجالس وتتوسطها ساحة بحجم المفارش الأرضية ، قاعة جل المشيد وعلا ، تتراص بوحدة كونية رسالة للإنسان ليشد بعضه بعضا*
*التصدى*
*فى بلد ذو طبيعة جبلية وخليجية ، كهف يشاع بأنه مجلس لنفر الجن ، يجتمعون فيه لبحث طرائق التعايش مع نفر الإنس من يفوقونهم خطرا وشيطنة ، فلذا يحبذون تفادى التنازع والإستعاضة عنه بالتنافس ، وفى بنى الإنسان ، جن مصرم يتسبب الآن فى إشعال الحرائق وتأجيج حالات الصراع فى بلدنا السودان ، وحربنا المستعرة بعض من فعله وإطفاؤها فى تعزيز روح التلاحم بيننا على غرار مجمع كهف أنكويب ، وبين البجا والبوادرة والبطاحين محبة لحمتها السودانية وسداتها الدبلوماسية الأهلية ، فاجتماع قيادات من البجا بمك البوادرة ووكيل ناظر البطاحين وصحبه ، تعزيز لروح التعاون وتطوير لآليات التفاهم ، مك البوادرة يرمى بعيدا منيبا الشيخ مجذوب الشيخ ابوعلى عنهم وممثلا لهم ومنسقا فى ديار البجا لخدمة القضية الكلية عبر نوافذ الولايات الشرقية ، والقاسم المشترك فى إجتماع كهف آنكويب الأهلى ، الدعم المطلق للقوات المسلحة والقوى النظامية و كافة مظاهر الإستنفار تحت قيادة المؤسسة العسكرية لمواجهة اخطار وصروف المرحلة وحربها الشاملة ، وأهم أسلحة التصدى مصالحة أشمل ، عناوين عديدة تتصدر لقاء الكهف لمقالات شفوية تبادل صياغتها المك ووكلاء النظار وقيادات البجا والبوادرة والبطاحين ، بوعى وإدراك لأهمية تعزيز الروح القومية وانفتاح الولايات على بعضها بعضا والإستفادة من التجارب و دروس الحرب ، ولم يفوت رجال البجا الفرصة دونما إشارة لشهامة سودانيين مع النازحين ممثلين فى مسقط رأس المك ودكين ، أم شجرة ولاية القضارف ، المصطفة شيبا وشبابا حتى اليوم لإقالة عثرات مكلومى الحرب الإسعافية الضرورية ، والشهامة السودانية إرث من الأجداد والآباء الأسلاف المرسين لجملة القيم والمعانى المجتمعية المميزة والمعلية لسمعة العائلة وامتداداتها ودبلوماسيتها الأهلية سفرائها الشباب أمثال المك ودكين والشيخ مجذوب*
*الإعتبار*
*تنجلى الحرب بحول الله عاجلا بسلاح الدعوات ومفاوضات العبادات ، فتبدأ مرحلة ما بعدها اتعاظا واعتبارا برؤى مختلفة وثورة تقودها القيادات الأهلية فى مجتمعاتها المحلية حفيظة لاعراف وتقاليد لايكتب دستور دونها ، و ليصبح كهف أنكويب مزارا سياحيا ، فليكن قلعة للتلاقى والتلاقح بين مختلف المكونات ، وتحفز الروح الشبابية التى تتحلى بها قيادات البجا والبوادرة والبطاحين ، غير مواكبة العصر ، لإطلاق دعوة لاستنهاض هممها حتى تعمل لتغيير الأنفس والسلوكيات ، المك متوكل وصحبه وعن قرب خبرتهم ، رفقة ممتعة ، تتهيبهم فى المجالسة الرسمية لهيبة فيهم ، وتستهويك مسامرتهم لما يضعون عنهم عمائم القيادة ، وبواحهم مثراه النظم والحكى غذاء الروح و مسراه الوجدان ، مزيج من أشعار البادية والدوبيت واشجان الحقيبة وطلعات إبراهيم عوض والباشكاتب ووردى ولا ينسون الكاشف وشيخ الحواتة وغناوى الست والموسيقى بسلالمها الخماسى والسباعى والسهر الصباحى ، المك متوكل ودكين يواقع بين طرب الأسلاف وبطر جيل التطور اللحنى والتقدم التكنولوجى والذكاء الإصطناعى ، مطلوبات القيادة المواءمة بين الثراث والمستجدات ، ولعمرى لو أن القيادات الأهلية الأُول حية تسعى بيننا وترزق ، لبدلت نهجها تبديلا ، وهاهى تربية الأبناء والأحفاد لغير زمانهم إعمالا لتلك الوصية تؤتى الأُكل متجسدة فى جيل يغنى مع الست فنانة الأجيال ولا غرو المك يسمعها ويسمع أصالة وعجرم ونانسى وماجد عبدالله دعك من الساهر كاظم ، الأصل فى حياة الإنسان الحركية وثابتها الوحيد متغيرها ، ستنتهى الحرب بجدة أو جنيف أو جبيت وليت لو فى كهف آنكويب سودانيا ، تبرز بقوة الحوجة الملحة لرموز أهلية مجتمعية متعلمة فنون القيادة فى مراكز الأجداد والآباء بينما تفشل الدولة فى القيام بهذا الدور بإعداد مراكز قيادات تعرف كيف تحصد زرع أشواق الناس لا إلقاء الأشواك وتعطيل مسار الثورات، الرهان على النفس الخلاق وجينات الإدارة السودانية ضرورة تمليها ذات الفطرة السوية والطبيعة ، و الطبيعة جبل . و لقيادات المجتمع الأهلى فى جمعتهم بأنكويب ، لو بشرقنا ألف جبل مما نعد ، فإن لمتهم فى كهف الدهشة ، جبلها الواحد البعد الألف*