المقالات

كتب صديق دلاي: حربة الأمة من مدني فمن المقصود؟!!

بدعوة رسمية وبالطبع هي دعوة كريمة من رئيس حزب الأمة بولاية الجزيرة الأستاذ خلف الله احمد الشريف لحضور ورشة بعنوان شديد الجدية يحتوي على المهنيين والنقابة والفيويين

كانت دعوة مشغول عليها طويلا وكثيرا بدليل الحضور النوعي من كل فج عميق وصلت من الولايات إلى عاصمة الجزيرة بالعمة القديمة وذات الربطة التي كان يجيدها السيد الإمام الراحل
بجلابيب الأنصار ذاتها… العصي و الجباه الحزينة وكأنها تسأل عن كرري الأولى وعن المحجوب وأولئك الرجال

الحزن الذي عليهم حزن متراكم مع صبرا جميلا

… طبعا…

ولابد أحزان الحرب وكل الخراب التنظيمي قبل أن نستمع للأوراق كان ثمة ثورة من كبار الأعضاء الذين وصلوا وبهم شتى السبل للإنجاز والإعلان

كان حديث الشجون هو اللامع في ضهرية الغضب التنظيمي وفهمت انا ما يجري تحت عشب حزب الأمة انهار من الاختلاف والتآمر المتبادل والصبر غير الجميل الذي بدأ ينتهي بدليل ما ج
: واضح ان حزب الأمة كان يحتاج لنسخة مختلفة تملأ الفراغ الذي تركه الإمام الراحل وهو فراغ كبير ان لم يجد الشجاعة الكافية والتنازلات الجمة والتضحيات من جملة منسوبيه
وحتى نكون أشد صراحة لرسم وفهم ذلك الفراغ لابد ان تكون عضوية الحزب هي مكان ومنبع التغيير وان تمثل الأغلبية الصامتة بسبب ابوية الإمام التي غطت على كل زهرات الحزب والأنصار وهي بالفعل أغلبية يعول عليها حينما تكون نشطة وفعالة

… نقفز إلى الموضوع…

لقد جرى تواطؤ تاريخي لخسارة هذا الأمل بتنشيط نسخة التعويض من عموم الحزب هذه المرة
وهذا التواطؤ التاريخي أبطاله هم كل أركان الإمام من صفه الأول وكانوا يقصدون استدامة السياق القديم دون المراعاة للفرق بينهم وبين الإمام الراحل في القيادة والالهام

وقد استمعت باهتمام كبير للورشة وهي ورشة جادة وصفت الأزمة بدقة وصبر وتجرد وقدمت أوراق
لا تدرك غاياتها بسهولة َلسمت عزيمة اللقاء الخطير كما ذكرتني بنداء اليسار في مكافحة الإنقاذ البائدة… حقا تقاوي وتقلعوا…

وقد
احتمي رجال الحزب بمزاج الثورية

مكان انعقاد اللقاء كان بعيدة جدا عن زحام ود مدني في أقصى الجنوب وأظن أن الدواعي الأمنية هي جزء من هذا الترتيبات
بينما ظلت
أوراق الورشة مبدئية جدا وقومية وجاءت اكبر من حدود الحزب والأنصار وتخص جمهورية السودان عن بكرة أبيها حتى
تحدثوا بشجاعة عن أزمة الحرية والتغيير حينما آمنت بالاقصاء أكثر من حمولة تلك الأيام و وصفت الورشة القسمة الضيزي وان هناك أحزاب شاركت الإنقاذ البائدة حياتها الأولى في الحكم بشراكة معلومة ثم دخلت الإطاري طولا وعرضا

وتحدث ركاني قديم هو عباس الطاهر قادما للورشة من جنوب دارفور وهذه عزيمة قوية لها ما بعدها ثم وصف أزمة السودانيين في التواصل ثم أزمة الحرية والتغيير في ذات التواصل واتهم بنقاط لم تكن مهمة لوضعها داخل الإطاري هي التي ازعجت العساكر وكانت مقدمة الحرب بالفعل مغالطة وكلام وظنون

وسأل الرجل عباس سأل بدموع غير مرئية عن الداعي لوضع حتمية دمج الدعم السريع مع القوات المسلحة السودانية وهما يحملان أدلة كافية باستحالة هذا الإجراء من النواحي كلها… الفنية والأخلاقية…

كان كل شي معد بدقة عالية من أجل تلاوة البيان الختامي وكاد أن يكون بيان انقلاب ابيض عبر ما سمي بوضوح البلاتين… حزب الأمة القومي… مجموعة الإصلاح المؤسسي والديمقراطية…

وهذا تخفيف من درجة اللون غاتم السواد إلى أي لون معقول و واضح
لمواجهة قيادة الحزب الحالية

كان تكبيرهم والتهليل
: ينطوي على غباين واحزان تنظيمية جمة و واضحة حتى قال البروف سعيد وهو يقوم بتلاوة بيان الإصلاح المؤسسي بأن الصف الأول من القيادات الحالية في حزبنا لم نلتقي بهم في تفاصيل الأنصار والحزب كما ينبغي لهم… حتى فضل الله برمة ناصر هكذا قلت لنفسي… فجاءت توقعاتي… نعم حتى فضل الله برمة ناصر

وكانت حزمة الاحتجاج من الورشة متكاملة للغاية وهذا دليل ترتيب مسبق واتفاق لمواجهة الخلل كما أكد عباس الطاهر بأنه أيها الأنصاري وحزب الأمة ما لم تكن على صلة وجدانية متعاظمة بدنيا وعالم الأنصار وحزب الأمة لا يجوز لك أن تقود حزبنا

وبخبث الصحفيين الحميد جدا سالت في إطار المهمة والوظيفة من المقصود بذلك فأكد أكثرهم بأن الرجل يقصد الواثق البرير

كما
وضحت حربة الحزب من مدني حادة وبها غضب ولكن من المقصود بالتحديد هل كل الكابينة ام أقل

الصحيح جدا بأن تأخر إدانة الحرية والتغيير للدعم السريع بما اغترفت يداه زاد من حملة الغضب و كانت الورشة تقدم أدلة مستمرة بأن تجنب الحرب كان ممكنا لو توقفت الحرية والتغيير من ذلك الأداء المتردد

كما كان تقديم رئيس حزب الأمة القومي بولاية الجزيرة الأستاذ خلف الله احمد الشريف للبروف سعيد تقديما له علاقة بالأزمة محل النظر

معلوم لكل الناس سيما في المجتمع السياسي طبيعة مشاكل حزب الأمة القومي بعد رحيل الإمام الصادق المهدي حيث يتطلب العلاج مواجهة الماضي بكل إشكالياته لشراء مساحة مقدرة من المستقبل المنظور

والسؤال الذي يواجه هذه المجموعة… هل ستهتز شجرة الصف الأول وهي ليست شجرة الصندل التي تعطي قاطعها تلك النكهة الجميلة

.. نعم…

ستكون هناك معركة ليست سهلة على كل جماهير الحزب وربما يكون هناك إصلاحا وتوافقا لتفسيد الإصلاح الاكبر وقد ابتكر البيان لغة مهادنة لازاحة الغبار من الأفق المديد

هذا بالطبع صراع قديم مرحل وموجل ومزمن جدا بحكم تطور الحياة السياسية من حولنا ومطالبة الشباب بأحداث.. اختراق ما.. مهما كانت التكاليف

وربما
يكون تجاهل ما تم في قاعة طرفية بود مدني هو جزء من مقاومته

صديق دلاي

مدني
نوفمبر ٢٠٢٣

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!