الأخبار

ندوة للآثار والمتاحف تناقش الأمراض والأوضاع الصحية في السودان القديم

الخرطوم _ عزة برس

اقامت الهيئة العامة للأثار والمتاحف بمقرها بالخرطوم، ندوة بعنوان ((الامراض والاوضاع الصحية في السودان القديم من خلال المكتشفات الأثرية )) تحدث فيها البروفيسور عبدالرحيم محمد خبير مستعرضا الأمراض وعلاجها في الحقب التاريخية المختلفة للسودان القديم خاصة في العصر الاسلامي وذلك مما اكتشفه علم الأثار، مشيرا لارتباط ذلك بالأوضاع السائدة والبيئة، مبينا ان دراسة هذه الامراض بدأ منذ بداية علم الأثار، وانه يعتمد على دراسة العظام بشكل اساسي للحصول على البيانات والمعلومات رغم اختلاف المناهج.
و تناول بالحديث الممالك السودانية النوبية القديمة المقرة ونبتة وعلوة ، وعزى ظهور الأمراض فيها للظروف الصحية السيئة بالاضافة لسوء المعيشة الناتج عنه سوء التغذية، واشار إلى ان اكثر الأمراض التى كانت موجودة في مملكة كوش وحضارة كرمة هو مرض السل ، ومرض الانيمياء الناتج من فقر الدم، كما ان هناك الامراض الصناعية والكسور نتيجة الحروب والعنف، ذاكرا أمراض الأسنان التى كانت هشة وتعاني وجود الخراجات والالتهابات والتسوس والتعرية للأسنان نتيجة للنظام الغذائي المتبع في ذلك الوقت والذي يعتمد على بعض الفواكه والسكريات، وايضا الأكل الخشن.
و ذكر ان هذه الامراض ايضا موجودة في مملكة مروى بجانب الكشف عن وجود التشوهات الخلقية للبعض، وفي موقع عمارة غرب نجد السل للأسباب السابقة بجانب الآمراض الصناعية كالعظام والكسور نتيجة للحوادث المختلفة.
وكشف عن وجود الاورام في الممالك المسيحية وايضا آلام المفاصل والالتهابات .
واشار إلى الدراسات التى اجريت بموقع الكوة حيث وجد ان نسبة الوفاة عالية جدا بين الشباب ، لوجود هذه الامراض والاوضاع الصحية والمعيشية التى كانت صعبة جدا.وايضا وجد مرض الجيوب الانفية التى تؤدى إلى السل والدخان الذي يؤدى إلى الحساسية، وايضا في موقع عمارة غرب ولم يعرف اسباب هذه الوفيات على وجه الدقة. كما وجدت البلهارسيا والملاريا والسل وذلك نسبة للقرب من النيل والمياه الراكدة ، ووجود الحميات والسرطان .
واشار إلى ان الأمراض التى كانت منتشرة في الممالك الاسلامية في السودان، هى الجدري والكوليرا والحميات بجانب الأمراض السابقة.
واوضح ان الناس في تلك الحقب كانوا يتعالجون بالطب الشعبي من مختلف الأمراض ، فالحميات كانوا يعتمدون في علاجها على بعض الأعشاب ، وللنزيف الزيت المقلى وبدرة البن، بجانب الممارسات الدينية كالرقية.
وذكر ان الاوضاع الصحية استمرت إلى ان جاء العهد التركي المصرى ووجود الشفخانات والذين يدرسون الطب ، وقال عن الفترة المهدية انهم لم يستفيدوا في تطوير ما كان في الفترة التركية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *