توقفت المباحثات لشهور قليلة انتهت بقيام ثورة 23 يوليو 1952 وفي عام 1953 عاد السيد عبد الله الفاضل مرة أخرى إلى مصر ليقود وفد الاستقلاليين في مباحثات مع قادة النظام الجديد في مصر وهو ما عرف فيما بعد تحت عنوان مباحثات ( نجيب المهدي ) ولابد ان نذكر ان الوفد كان يضم من قادة الحركة الاستقلالية السيد ابراهيم احمد و السيد عبد الرحمن علي طه والسيد عبد الرحمن عبدون والسيد داؤود الخليفة عبد الله والسيد محمد احمد محجوب ومن زعماء العشائر السودانية بابو عثمان نمر وايوب بك عبد الماجد وميرغني حسين زاكي الدين ومن الصحفيين حسن محجوب مصطفى واحمد يوسف هاشم وزين العابدين حسين شريف ، ومن حسن الصدف ان للسيد عبد الله الفاضل علاقة قديمة وحميمة مع اللواء محمد نجيب قائد الثورة وهي علاقات ظهرت جلية في الكتاب الذي أصدره نجيب في الاربعينات ونشر فيه العديد من الصور التي جمعته مع السيد عبد الله الفاضل ومع العديد من القادة المصريين ، هذه العلاقة المؤكد إنها سهلت مهمة السيد عبد الله الفاضل ومهدت الطريق للوصول إلى اتفاقية 12 فبراير 1953 التي أحتفل بها كل السودان وكانت بداية الطريق إلى يوم الاستقلال ، وكان بعد ان تم الاتفاق بين اللواء محمد نجيب والسيد عبد الله الفاضل أن تمت دعوة الأحزاب السودانية الأخرى لحضور التوقيع وفي تلك اللحظات التاريخية وفي القاهرة تم توحيد الأحزاب الاتحادية تحت اسم الحزب الوطني الاتحادي حتى تخوض الانتخابات المقبلة موحدة وهي الانتخابات التي أدت إلى قيام برلمان الحكم الذاتي والذي تحول بعد ذلك إلى جمعية تأسيسية تم من داخلها إعلان استقلال السودان في التاسع عشر من شهر ديسمبر عام 1955 والاحتفال به في اول يناير عام 1956 .. وهكذا كانت اتفاقية فبراير الذي وقعها السيد عبد الله الفاضل هي بداية الطريق إلى الاستقلال الذي نحتفل بذكراه في كل عام ولا نذكر اسم هذا الزعيم الكبير عبد الله الفاضل المهدي صاحب الاسهام الاكبر في الوصول إلى هذا اليوم ..
ومن المفارقات المدهشة إن في الخرطوم شارعا يحمل أسم شريكه في المفاوضات هو اللواء محمد نجيب واعترافا بفضله أطلقنا اسمه على واحد من أكبر شوارع الخرطوم هو شارع اللواء محمد نجيب في الامتداد بينما لا يوجد شارع أو حتى زقاق في عاصمتنا يحمل اسم السيد عبد الله الفاضل رغم ان منزله الذي عاش فيه يقع في وسط الخرطوم وفي شارع يحمل اسم شارع البلدية ومع انه لا توجد بلدية وقد انتهى عصرها منذ سنوات طويلة ولكن لا أحد يفكر حتى الان في ان يطلق على هذا الشارع اسم السيد عبد الله الفاضل المهدي.. شيء يدعو إلى الاستغراب والعجب .
لقد كان يمكن ان يكون هذا الحديث في مناسبة الاستقلال عن الغناء الوطني والغناء الوطني هو الذي يمجد أولئك الذين صنعوا