الأخبار

محمد عبدالقادر يكتب: التسريبات.. عندما تكون اسرار الدولة ورجالها ( في السهلة)

 

تابعت خلال الايام الماضية تراشقا مؤسفا بالتسجيلات الصوتية وضع هيبة الدولة السودانية في مهب الريح، وكشف عن واقع سياسي بائس وبنية امنية هشة لم تصمد امام حروب الناشطين التي جاءت متجاوزة للقيم المرعية في ادارة الخلافات وتصفية الخصومات بطرائق لم تكن اخلاقية علي اي حال من الاحوال .
جاءت التسجيلات الصوتية بلاسقف، وتجاوزت السماحة السودانية المعهودة في ادارة الخلافات، استخدم الناشطون قاموسا غير معقم ضاعف من المخاوف التي اوجدها التعامل غير المرشد مع وسائل التواصل الاجتماعي وما ظلت تقترفه من تهديد وخلخلة خطيرة للاعراف والسلوك والاخلاق وقيم الدين والمجتمع وسط صمت وتواطؤ الجميع .
تابع الشعب السوداني حربا ضروسا استخدمت فيها كل الاسلحة المحرمة، وتم الزج خلالها باسماء قيادات الدولة الرفيعة في تسجيلات خطيرة وافادات ملغومة تنذر باحداث شرخ يهدد النسيج الوطني ويخترق اماكن ما كان لها ان تكون عرضة للتلاسن والتسريبات ولعب ( الثلاث ورقات).
وجد الشعب السوداني في لحظة سيرة قياداته السيادية معلقة علي مشاجب العراك المثير للغبار والفتن والازمات، ومبذولة في قارعة الاسافير بلا حماية او حصانة، احدث هذا الامر صدمة كبيرة في اوساط السودانيين وهم يرون بضاعة بلادهم وسيرة مسؤوليها الكبار ومعلوماتهم ( في السهلة) .
هذه التسجيلات ينبغي ان لاتمر هكذا بلا وقفة او تدبر فقد فتحت المجال لشيوع ثقافة التسريبات علي هذا النحو المدمر، لم تكن الافادات امينة، عبثت الايدي بالمحتوي، وجعلت التسريبات موجهة لضرب علاقات او تحقيق اجندة سياسية خبيثة او اهداف مخابراتية.
تري هل ستمر التسريبات التي احدثت كل هذا اللغط وروجت لكثير من المغالطات باسلوب مبتذل وقاموس رخيص مرور الكرام، الم يحن الوقت لايقاف مثل هذا العبث واحكام السيطرة علي طبيعة العلاقات والخلافات التي يمكن ان تفضي الي هذا الواقع البائس ..
كيف اخترق هؤلاء الناشطون الجدر الامنية وكيف وجدوا كل هذا القدر من الجرأة علي من نعتبرهم (كبار البلد) المحميين بدوائر التغطية الامنية والاستخباراتية ، كيف دخلوا الي الدائرة الضيقة لمسؤولين سياديين ، من حق المواطن ان يطمئن علي ان البلد محروسة وان اسرارها ومهاتفات مسؤوليها بمناي عن العبث الذي صاحب فضائح التسريبات الصوتية.
علي المسؤولين ان يرتقوا بحمايتهم الي مصاف الاهتمام الذي يعصمهم من الوقوع في فخاخ التسريبات، وعليهم كذلك مراجعة دوائرهم القريبة ، علاقاتهم ، ارتباطاتهم بمجموعات ثبت انها تقود اجندة تهدف تهدد نسيج الامن الوطني، وعلي مسؤولي بلادي تحسس هواتفهم… بعد فضائح التسجيلات الصوتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *