
وكالات _ عزة برس
اعتبر خبيران أن الاشتباكات بين الرعاة والمزارعين في ، تعكس تعقيدات اجتماعية ودينية، وسط غياب خطط اقتصادية وسياسات تنموية واضحة.
وأسفرت مواجهات عنيفة شهدتها منطقة “لوجون أوكسيدنتال” في جنوب غرب البلاد، عن مقتل 35 شخصًا، وإصابة 6 آخرين، بحسب المتحدث باسم .
وتتكرر النزاعات القبلية المميتة في تشاد، وغالباً ما تنشب بين الرعاة والمزارعين المحليين بسبب النزاع على الأراضي والموارد المستخدمة في الرعي، وأيضًا الصراع على الموارد الطبيعية، بحسب وكالة “رويترز”.
الصراع والهوية
أفادت الأكاديمية والباحثة في الشأن الأفريقي منة صالح، بأن التحدي الأكبر في منطقة تشاد يكمن في الصراع المستمر بين الرعاة المسلمين الرحل والمزارعين المستقرين، حيث تتداخل مصالح الطرفين ويتقاطعان على الأراضي الزراعية ورعاة الماشية.
وأضافت لـ”إرم نيوز”، أن هذا النزاع يمتد لعقود ويعكس تعقيدات اجتماعية ودينية، إذ يُنظر إلى الرعاة على أنهم يتنقلون بين المناطق بحثًا عن مراعٍ، بينما يطالب المزارعون المستقرون بحماية أراضيهم الزراعية من تعدي الرعاة.
وأشارت صالح إلى أن معظم المزارعين من المسيحيين أو من الطوائف الأفريقية التقليدية، ما يضيف بعدًا دينيًا إلى الصراعات، حيث تتصاعد التوترات أحيانًا إلى مواجهات دامية بين الطرفين.
وأكدت أن غياب السياسات التنموية والتعديلات على إدارة الأراضي أثرت على استدامة السلام مما يجعل من الضروري وضع استراتيجيات شاملة لمعالجة جذور هذا التحدي وتعزيز الحوار بين الجهات المعنية.
أزمة الثقة
بدوره قال الباحث والأكاديمي المهتم بالشأن الأفريقي محمد حسين، إن السلطات في المنطقة لم تكشف بعد عن خطط طويلة الأمد لمعالجة أسباب النزاعات المستمرة بين الرعاة والمزارعين، مشيرًا إلى أن التدخلات الأمنية تظل الحل الطارئ.
وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن الاعتماد على الحلول الأمنية فقط ألقى بظلال من الشك حول فاعلية الاستراتيجيات المتبعة لاستدامة السلام، مؤكدًا الحاجة لتدخلات أكثر شمولية.
وأشار الباحث حسين إلى أن غياب خطط اقتصادية وتنموية واضحة يعمق أزمة الثقة بين الأطراف، ويُفاقم من وتيرة النزاعات التي تتكرر بشكل دوري.
وشدد على ضرورة أن تبادر السلطات إلى وضع استراتيجيات طويلة الأمد لمعالجة جذور النزاعات، من خلال تعزيز الحوار والتنمية المستدامة، بدلاً من الحلول الأمنية المؤقتة